الاثنين، 13 فبراير 2017

بحث: إدارة النفايات الصلبة القابلة للتدوير وإعادة الاستخدام

إدارة النفايات الصلبة القابلة للتدوير وإعادة الاستخدام



إدارة النفايات الصلبة

القابلة للتدوير وإعادة الاستخدام

المهندس/ عبدالهادي النجار

مجلس مدينة حمص

mailto:info@syriapro.com

 ملخص البحث :

تعد الكلفة المرتفعة مشكلةً حقيقيةً في جميع نظم إدارة النفايات الصلبة البلدية و بشكل عام لا يتم استردادها كاملةً من المواطن بل تقوم الجهات الحكومية بتغطية جزء معتبر من هذه الكلفة.

في الحقيقة إن القدرة المالية هي الناظمة لبنية إدارة النفايات الصلبة و من ثم تأتي السياسة العامة و بشكل خاص رغبة المواطن و الإدارة ذات الصلة في بيئةٍ أفضل؛ على سبيل المثال يعتبر ترميد النفايات[1] Waste Incineration هو السمة العامة لمعالجة النفايات في اليابان و في فرنسا لا يتم تدوير الرقائق البلاستيكية[2] أو البوليسترين PS أما في سوريا فالهم الأساس هو جمع النفايات و ليس معالجتها[3].

إن البحث التالي يتناول تخفيض كلفة تدوير النفايات اعتماداً على مبدأ القرب Proximity Principle و من خلال عرض مقارن لتجارب ثلاث مدن في تدوير النفايات و هي مدينة حمص في سوريا و مدينة كوبي في اليابان و مدينة سان ميكسان في فرنسا.

لا بد من التنويه إن إقلال إنتاج النفايات و إعادة الاستخدام هما مرحلتان سابقتان للتدوير و لكننا سنتطرق إلى موضوع التدوير باعتبار أن المرحلتين السابقتين قد تم استنفاذهما.

 مبدأ القرب:

يعتبر مبدأ القرب واحداً من المبادئ الأساسية المعتمدة في إطار اتفاقية بازل[4] حول ضبط نقل النفايات الخطرة عبر الحدود و التخلص منها و قد تطور هذا المبدأ ليصبح واحداً من مبادئ إدارة النفايات الصلبة بشكل عام.

يوصي مبدأ القرب بأن "تتم معالجة النفايات الخطرة و التخلص منها عند أقرب موقع ممكن لمصدر هذه النفايات بهدف إقلال المخاطر البيئية الناتجة عن النقل، و بشكل مشابه يتوجب على كل مجتمع تدوير نفاياته أو التخلص منها ضمن حدوده الخاصة".

في الحقيقة إن مبدأ القُرب لا يقلل فحسب من المخاطر البيئية الناتجة عن النقل، و إنما يقلل أيضاً من الكلفة العامة لإدارة النفايات الصلبة خاصةً إذا أخذنا بعين الاعتبار الكلفة المرتفعة لجمع و نقل و ترحيل النفايات.

كما هو مبين في الجدول (1) فإن الدراسة التي قامت بها هيئة النفايات الصلبة لشمال أمريكا SWANA على ست منظومات برهنت بشكل واضح ارتفاع نسبة كلفة الجمع بحيث بلغت بشكل وسطي 50% من الكلفة العامة[5].

جدول (1) توزُّع كِلف نظام إدارة النفايات الصلبة البلدية – الولايات المتحدة
المصدر:
SWANA، 1995

كلفة

الجمع

الترحيل

الطمر

التجهيزات

إدارية وعامة

النسبة

50%

4%

12%

19%

15%

 و لا يختلف الأمر كثيراً في الريف الفرنسي حيث بينت الدراسة التي قام بها الباحث بهدف تطوير نظام تدوير النفايات في منطقة عمل SMC النسبة المرتفعة لكلفة الجمع و ذلك كما هو واضح في الجدول (2).

جدول 2. توزُّع كِلف نظام إدارة النفايات الصلبة البلدية – منطقة SMC، الريف الفرنسي
المصدر: الباحث، 2002

كلفة

الجمع

الترحيل

الطمر

فرز و معالجة

أخرى

النسبة

53%

11%

17%

17%

2%

أما في مدينة حمص و بحسب تقديرات عام 2003 فسوف تكون نسبة كلفة الجمع مرتفعة جداً مقارنةً مع باقي تكاليف النظام بشكل عام و ذلك كما هو مبين في الجدول (3).

جدول 3. توزُّع كِلف نظام إدارة النفايات الصلبة البلدية – مدينة حمص، سوريا
المصدر: الباحث، 2003

كلفة

الجمع الآلي

الجمع اليدوي

الترحيل[6]

الطمر

أخرى

النسبة

55%

30%

0%

10%

5%

و بالتالي و من وجهة نظر اقتصادية يجب التركيز على تخفيض الكلفة الأكبر في نظام إدارة النفايات الصلبة و هنا تبرز أهمية مبدأ القرب.

 تدوير النفايات في مدينة حمص، سوريا

مدينة حمص هي ثالثة المدن السورية أهميةً و يبلغ تعداد سكانها قرابة 650,000 نسمة و تتصف بنشاط خدمي و تجاري نظراً لموقعها المتوسط الذي يربط معظم المحافظات . إن ما يميز تجربة مدينة حمص في إدارة النفايات الصلبة هي مشاركة القطاع الخاص حيث يشارك القطاع الخاص في جمع ثلث كمية النفايات الناتجة و إجراء كامل الطمر المراقب في المطمر التابع لمجلس المدينة في حين تقوم دائرة النظافة و دائرة معالجة النفايات الصلبة التابعة لمجلس المدينة بباقي المهام.

يبلغ معدّل تولد النفايات 0.460 كغ/شخص/يوم (عام 1999) حيث تشكل النفايات القابلة للتحلل عضوياً ما نسبته 86% من كامل كمية النفايات المنزلية التي تبلغ كميتها قرابة 300 طن يومياً، أما مجمل كمية النفايات الناتجة عن المدينة و التي تشمل النفايات المنزلية و التجارية و الخدمية و نفايات الصناعات الخفيفة فهي بحدود 800 طن يومياً.

جدول 4. تركيب النفايات المنزلية – مدينة حمص، سوريا
المصدر: دراسة
METAP، 1999

مكوِّن النفايات

النسبة %

التصنيف

نفايات الطعام

72.1

نفايات قابلة للتحلل عضوياً
85.9%

الورق

5.0

الكرتون

2.4

النسيج

5.9

الجلد، الخشب، إلخ

0.5

البلاستيك

8.8

نفايات غير قابلة للتحلل عضوياً
14.1%

الزجاج

0.4

المعادن

0.9

النفايات الخطرة

2.5

الحجارة، الرماد

1.6

كما هو واضح من الجدول (4) لا توجد جدوى فنية و اقتصادية من تدوير النفايات المنزلية في مدينة حمص و بالتالي فإن أية خطط مستقبلية على المدى المتوسط و القصير في مجال تدوير النفايات يجب أن تركز على النفايات التجارية و الخدمية حيث من المتوقع ارتفاع نسب المواد القابلة للتدوير فيها.

يتم تطبيق الجمع التقليدي اليومي للنفايات باستخدام الطريقتين اليدوية و نصف الآلية و ليست هناك برامج للفرز و التدوير بشكل رسمي، و مع ذلك يوجد نشاط غير رسمي لتدوير النفايات يعتمد على النباشين و جامعي المواد القابلة للتدوير حيث يتم جمع و تدوير المواد التالية: المعادن، الزجاج، PET، PEHD، PVC، الورق، الكرتون، الزيوت و يمكننا القول أن هذا النشاط الذي يرافق النفايات اعتباراً من المصدر و انتهاءً بموقع التخلص النهائي يساهم و بحسب تقديراتنا باسترجاع ما لا يقل عن 70% من كمية النفايات القابلة للتدوير.

صورة 1. جمع المواد القابلة للتدوير في موقع التخلص النهائي، مدينة حمص
المصدر: الباحث، 2002

باستثناء تدوير المعادن يمكننا اعتبار منتجات تدوير باقي المواد متوسطة إلى سيئة النوعية و خاصةً فيما يتعلق بتدوير المواد البلاستيكية.

إن الكلفة الإجمالية للتخلص من النفايات هي 8 € للطن الواحد تتم تغطيتها على الشكل التالي: 5% رسم النظافة للمنازل، 60% رسم النظافة التجاري، 10% مساعدة الحكومة المركزية، 25% ميزانية مجلس المدينة.

 تدوير النفايات في مدينة كوبي، اليابان:

تعتبر مدينة كوبي الميناء الثاني الأهم في اليابان حيث تطل على خليج أوساكا و تتميز بجغرافية معقدة و بنية تحتية متنوعة و ضخمة و يبلغ تعداد سكانها قرابة 1,000,000 نسمة. تقع مسؤولية إدارة النفايات الصلبة المنزلية على مكتب البيئة التابع لمدينة كوبي أما النفايات التجارية و الصناعية فيتم جمعها من قبل القطاع الخاص.

يبلغ معدّل تولد النفايات 1.723 كغ/شخص/يوم (عام 2000) حيث تشكل نفايات الطعام و نفايات الورق النسبة الأكبر في تكوين النفايات المنزلية التي تبلغ كميتها قرابة 1315 طن يومياً (لا تشمل النفايات الضخمة)، أما كامل كمية النفايات الناتجة عن المدينة و التي تشمل النفايات المنزلية و التجارية و الصناعية فهي بحدود 15,725 طن يومياً.

كما هو الحال في جميع المدن اليابانية و بالرغم من جميع البرامج التي تقوم المدينة بإعدادها لتحقيق نظام قائم على تدوير النفايات إلا أن الترميد هو السمة المميزة لمعالجة النفايات فيها حيث يتم طمر الرماد و النفايات في المطامر التابعة للمدينة و التي قاربت على الامتلاء نتيجةً للأنقاض الناتجة عن الزلزال المدمر الذي أصاب المدينة في أوائل عام 1995.

إن الجدولين (5) و (6) يبينان تركيب النفايات المنزلية و أسلوب المعالجة و تيارات النفايات في مدينة كوبي و ذلك استناداً إلى الأرقام المقدمة من مكتب البيئة في المدينة.

 جدول 5. تركيب النفايات المنزلية – مدينة كوبي، اليابان

المصدر: مكتب البيئة في مدينة كوبي، 1999

مكوِّن النفايات

النسبة %

نفايات الطعام

30

الورق

35

البلاستيك

11.7

النفايات الخضراء و الأخشاب

8.3

الزجاج

3.3

النفايات الضخمة

5

أخرى

6.7


جدول 6. تيارات النفايات– مدينة كوبي، اليابان
المصدر: مكتب البيئة في مدينة كوبي،
2000

نوع النفايات

مصدر النفايات

الجهة المسؤولة

تيار النفايات

أسلوب المعالجة

نفايات بلدية
940,000 طن

نفايات سكنية
620,000 طن

مدينة كوبي

قابلة للحرق ( 443,860طن)

ترميد ← طمر

ضخمة غير قابلة للحرق (140,000 طن)

طحن ← طمر

ورق  (33,635 طن)

تدوير

حديد (580 طن)

ألمنيوم (700 طن)

PET (340 طن)

زجاج (25 طن)

كرتون عصير (10 طن)

ملابس (850 طن)

إعادة استخدام

نفايات تجارية
320,000 طن

مؤسسات خاصة

-

فرز ← تدوير
ترميد ← طمر

نفايات صناعية
4,800,000 طن

-

-

حسب نوع النفايات

 يتم جمع النفايات المنزلية (480,000 طن/عام 2000) بالطريقة التقليدية باستخدام أسلوب Curbside مرتين في الأسبوع و يتم حرقها في خمسة محارق فنية حيث يستخدم الرماد الناتج في إنشاء جزيرة صناعية قبالة شاطئ أماكاساكسي (مشروع طائر الفينيق)، أما النفايات الضخمة و غير القابلة للحرق فيتم جمعها مرتين في الشهر و بعد ذلك يجري طحنها و طمرها في مطمرين صحيين يتبعان للمدينة، و كذلك يتم جمع القوارير المعدنية و البلاستيكية بالطريقة التقليدية مرتين في الشهر حيث يتم الفرز المتمم في مركز الفرز التابع للمدينة و بعد ذلك يجري تسويق المواد المفروزة و من اللافت للانتباه أن المدينة تدفع للمعامل من أجل القيام بتدوير البلاستيك.


صورة 2. مركز فرز النفايات القابلة للتدوير، مدينة كوبي
المصدر: الباحث، 2001

إن المواد التي تقوم مدينة كوبي بتدويرها تشمل ورق الجرائد و كرتون العصائر و المنتجات الورقية الأخرى، علب الحديد و الألمنيوم و القوارير الزجاجية، و قوارير بلاستيك PET، و يتم استرجاع هذه المواد من خلال عدد من برامج التدوير على الشكل التالي (الأرقام وفقاً لعام 2000):

- الجمع التقليدي المفروز للقوارير المعدنية و PET

* عدد المنازل المشتركة       360,000 منزل

* كمية المواد التي تم تدويرها

× علب الحديد            444 طن

× علب الألمنيوم           314 طن

× قوارير  PET         337 طن

- برنامج مواقع الجمع المحلية لكرتون العصائر

* عدد مواقع الجمع          19 مركز رعاية محلية

* الكمية                    7 طن

- برنامج الجمع التطوعي للمجموعات السكنية المتجاورة

* عدد المجموعات المشتركة   1,420 مجموعة

* كمية المواد التي تم تدويرها

× الورق                  33,634 طن

× الملابس                849 طن

× علب ألمنيوم             301 طن

× قوارير زجاجية 23 طن

× مواد أخرى    16 طن

- برنامج جمع العلب من المدارس الابتدائية

* عدد المدارس المشاركة     166 مدرسة

* كمية المواد التي تم تدويرها

× علب الحديد            134 طن

× علب الألمنيوم           90 طن

بالرغم من كثرة برامج التدوير التي وضعتها مدينة كوبي إلا أن كمية النفايات التي يتم تدويرها صغيرة جداً مقارنةً بكمية النفايات الإجمالية الناتجة عن المدينة. كما هو واضح فإن معظم برامج التدوير المطبقة ترتبط بمصدر النفايات و قد سعت المدينة في السنوات الأخيرة على تشجيع فرز و تدوير النفايات من المصدر حيث تمثل ذلك في تحملها جزءاً من الكلفة المالية (20% من فاتورة الشراء) لأحد التجهيزات الكهربائية التي تقوم بتحويل نفايات المطبخ إلى سماد يمكن استخدامه في الحدائق المنزلية خلال دقائق.


صورة 3. جهاز تحضير السماد من نفايات المطبخ، مدينة كوبي
المصدر: شركة
National، 2001

طبعاً هذه الطريقة لا تعتمد أسلوب التخمر البيولوجي المتبع في تحضير الكمبوست و إنما هي تقنية تعتمد على التفكيك الحراري للمكونات العضوية و إجراء التجانس عن طريق الخلط و بالتالي فهي لا تنتج روائح و لا تشغل حيزاً كبيراً كما أنها لا تستغرق زمناً طويلاً و لذلك يمكن تطبيقها في جميع المنازل.

لقد طورت اليابان عدداً من التقنيات البيئية التي تعتمد على تدوير النفايات من المصدر فقد ظهرت في السنوات الأخيرة تجهيزات مكتبية لتقطيع العلب المعدنية و أخرى لتقطيع العبوات البلاستيكية و هي تماثل العمل الذي تقوم به تجهيزات تقطيع الورق الكهربائية المعروفة و لكن الغاية الأساسية منها هي زيادة الوزن الحجمي لهذه الأنواع من النفايات من خلال تصغير الحجم بالإضافة إلى ضمان نوعية عالية من المواد المفروزة الخالية من الشوائب اعتباراً من المصدر و دون الحاجة إلى الفرز المتمم و بالتالي تخفيض كلف الجمع و النقل و الفرز المتمم.

إن مدينة طوكيو تتبع أسلوباً أخراً في التخلص من النفايات الضخمة حيث يتم طحن هذه النفايات و تمرير ناتج الطحن على مجال مغناطيسي يمغنط المواد المعدنية بكافة أنواعها و يجعلها قابلة للاسترجاع أما باقي النفايات فيتم حرقها فنياً و الرماد الناتج يجري طمره في موقع المطمر البحري في خليج طوكيو.

أما الكمبوست فتوجد عدة طرق لتحضيره في اليابان فعلى سبيل المثال يتم تصنيعه من النفايات الخضراء بطريقة الساحات المكشوفة Windrow Method كما هي الحال في معمل الكمبوست في مدينة يوكوهاما أو يصنع من روث الحيوانات و قشر الرز و النفايات الرطبة المنزلية[7] بطريقة الدارة المغلقة In-Vessel Plug Flow كما هو مطبق في بلدة تاكينيزاوا قرب طوكيو.

 تدوير النفايات في مدينة سان ميكسان، فرنسا:

تبعد مدينة سان ميكسان 16 كلم غرب مدينة بواتييه غربي فرنسا و هي كبرى المدن التي تقوم بتخديمها مؤسسة SMC الرسمية المستقلة حيث يبلغ تعداد السكان في منطقة عمل هذه المؤسسة 45,000 شخص موزعين على 53 بلدة و قرية صغيرة.

بالرغم من الطابع الريفي للمنطقة إلا أن تركيب النفايات يعكس بشكل واضح طبيعة المجتمع الاستهلاكي حيث ترتفع نسبة نفايات التغليف خاصةً في البلدات الكبيرة التي تسودها الأعمال الخدمية و تنتشر فيها الأسواق الكبيرة و مطاعم الوجبات السريعة.

بلغت كمية النفايات في عام 2002 ما مقداره 25,930 طناً و هي تشمل جميع أنواع النفايات باستثناء أنقاض البناء التي بلغت كميتها 1363 طن و النفايات الطبية التي تصل كميتها إلى 1 طن/يوم و بالتالي فإن معدل توليد النفايات هو 1.55 كغ/شخص/يوم.

باستثناء تحويل النفايات الخضراء إلى كمبوست فإن SMC لا تقوم ذاتياً بالمعالجة النهائية للنفايات و لكنها تقوم بمهمة الفرز المتمم للنفايات و ترحيل المواد المفروزة إلى معامل التدوير حيث وصلت نسبة معالجة النفايات في عام 2002 إلى 42% من كامل كمية النفايات.

تطبق SMC ثلاث خطط أساسية لجمع النفايات هي:

- الجمع التقليدي للنفايات المنزلية و نفايات التغليف Emballages Ménagers.

- الجمع التطوعي للنفايات القابلة للتدوير باستخدام الحاويات المخصصة Déchets Volontaire.

- جمع النفايات باعتماد مراكز النظافة Déchetterie.

باستخدام هذه الطرق الثلاث تستطيع SMC فصل النفايات البلدية إلى 20 تيار مختلف (نفايات منزلية، نفايات تغليف، نفايات خضراء، زجاج، ورق، كرتون منزلي، كرتون تجاري، نسيج، زيوت، أنقاض بناء، زيوت، نفايات طبية، بطاريات، ..إلخ)، و عملية الفصل هذه تخفض التكاليف و تسهّل المعالجة.

نبين في الجداول التالية تركيب النفايات في منطقة SMC وفقاً لطريقة الجمع المطبقة.

جدول 7. تركيب النفايات المنزلية الناتجة عن الجمع التقليدي و التي يتم طمرها– منطقة SMC
المصدر:
SMC، 2002

مكوِّن النفايات

بيوت متباعدة

بيوت متقاربة

أقل من 20 ملم

0.48%

0.33%

خاصة

0.34%

1.38%

غير قابلة للحرق

0.46%

2.75%

معادن

7.95%

2.62%

زجاج

7.10%

3.50%

قابلة للحرق

4.17%

5.73%

بلاستيك

20.89%

12.89%

ورق صحي

9.17%

14.10%

نسيج

1.90%

1.20%

خلائط

4.40%

1.93%

كرتون

9.36%

9.47%

ورق

16.92%

18.78%

عضوية

16.87%

25.33%

جدول 8. تركيب نفايات الجمع التطوعي– منطقة SMC
المصدر:
SMC، 2002

النوع

علب معدنية

ألمنيوم

كرتون

كرتون عصير

PVC

PET

PEHD

ورق

مرفوضات

النسبة

11.3%

0.3%

20.9%

5.4%

5.8%

23.2%

6.6%

13.7%

13%

 جدول 9. تركيب نفايات التغليف الناتجة عن الجمع التقليدي– منطقة SMC

المصدر: الباحث، 2003

النسبة العامة

مكوّن النفايات

سلامة التدوير

سلامة الفرز

8.7%

علب معدنية

قابلة للتدوير 76%

فرز صحيح 49%

8.4%

PEHD

14.6%

PET

3.2%

PVC

4.9%

كرتون عصير

8.3%

كرتون منزلي

0.5%

ألمنيوم

12.5%

كرتون تجاري

فرز خاطئ 51%

7.6%

ورق

7.3%

زجاج

5.6%

نفايات مطبخ

مرفوضات 24%

1.9%

خشب

3.1%

PP

3.6%

رقائق بلاستك

1.9%

PS

5.1%

جلد - مطاط

2.0%

خاصة

0.2%

لا تحترق

0.5%

أقل من 2 ملم

بشكل عام يمكننا القول أن تجاوب المواطنين مع خطة الفرز الموضوعة كان جيداً حيث تمثلت معظم أخطاء الفرز[8] في مواد التغليف البلاستيكية (الرقائق، PP، PS) و هي ناتجة بشكل أساسي عن وجود علامة تدوير النفايات (السهمين المتداخلين) التي تمنحها مؤسسة ECO-EMBALLAGES للشركات المنتجة لهذه المواد لقاء مبلغ تدفعه كمساهمة في إدارة النفايات الصلبة وفقاً للتشريع الفرنسي[9] "مبدأ الملوث يدفع".

إن مراكز النظافة و هي عبارة عن مواقع محددة تجاور عدد من البلدات و تختص بجمع أنواع محددة من النفايات الطارئة مثل النفايات الخضراء و الخردة المعدنية و الأخشاب و الزيوت و أصناف النفايات الخطرة و الكرتون التجاري ...إلخ قد ساهمت إلى حد كبير في جمع و استرجاع المواد حيث بلغت الكميات التي تم جمعها عبر مراكز النظافة 10,580 طن عام 2002 تم استرجاع ما نسبته 73% منها بطرق الكمبوست و التدوير و إعادة الاستخدام.

صورة 4. مركز فرز النفايات القابلة للتدوير، مؤسسة SMC
المصدر: الباحث، 2003

بشكل عام كان أداء مؤسسة SMC في مجال تدوير النفايات في عام 2002  مقبولاً و متوافقاً إلى حد بعيد مع متطلبات التشريع الفرنسي[10] بخصوص معالجة نفايات التغليف حيث بلغت نسبة التدوير الفعلية لنفايات التغليف 41% و نبين في الجدول 10 نسب التدوير و المعالجة التي تم تحقيقها استناداً إلى تقييم الباحث.

جدول 10. نسب التدوير و المعالجة الفعلية لكل صنف من أصناف النفايات لعام 2002– منطقة SMC
المصدر: الباحث،
2003

نفايات

الورق

كرتون منزلي

كرتون تجاري

كرتون عصير

PET

PEHD

PVC

الحديد

النسبة

31%

35%

36%

17%

33%

26%

41%

16%

نفايات

الألمنيوم

الزجاج

خردة

خضراء

نسيج

خاصة

الخشب

 

 

النسبة

8%

71%

92%

68%

3%

48%

48%

 لقد بين مسح الرأي الشعبي الذي أنجز في شهر تموز 2003 أن حجم الحاويات المخصصة للجمع التقليدي لنفايات التغليف غير كافي (70%) و أن حاويات الجمع التطوعي بعيدة عن المنزل (46%) و هذان السببان يؤثران بشكل واضح على خطة الفرز المطبقة و قد كانت التوصية بتشجيع عدد من الممارسات المنزلية البسيطة غير المكلفة و التي تحسن خطة الفرز مثل فصل الأغطية عن القوارير البلاستيكية و ضغط العبوات قبل التخلص منها بالإضافة إلى تخصيص أكثر من حاوية داخل المنزل من أجل أصناف النفايات المختلفة.

إن وجود أكثر من حاوية في المنزل سوف يساهم بالتأكيد في تسهيل عملية الفرز مقارنةً مع وضع جميع النفايات في حاوية واحدة ثم فرزها لاحقاً و ما قد ينتج عن ذلك من صعوبات مثل عدم توفر الوقت لموضوع الفرز (12% من المواطنين لا يملكون الوقت للفرز) و من المدهش أن 57% من المواطنين الذين تم استبيانهم قد أبدوا قناعتهم و استعدادهم لاستخدام أكثر من حاوية داخل المنزل[11].

كما تمت التوصية بالسعي ما أمكن لإقلال كمية النفايات المرحّلة إلى المطمر و من الأمثلة على تطبيق ذلك رفع نسبة تدوير الورق و الكرتون بأن يتم ترحيلهم إلى معمل التدوير دون فرز كصنف ثاني، و تشجيع المواطنين على تحضير الكمبوست منزلياً من النفايات الخضراء و نفايات الطعام وفقاً للطريقة التقليدية[12].

إن تعزيز المشاركة الشعبية في إدارة النفايات الصلبة و تطبيق خطة الفرز اعتباراً من المصدر سوف يؤدي إلى تحسين نسبة التدوير و تخفيض التكاليف.

صورة 5. توعية الأطفال إلى أهمية تدوير النفايات، مؤسسة SMC
المصدر: الباحث،
2003

إن الكلفة الإجمالية للتخلص من النفايات هي 200 € للطن الواحد تتم تغطيتها على الشكل التالي: 55.6% رسم النظافة للمنازل، 1.3% رسم الفعاليات الاقتصادية، 4.6% بيع المواد القابلة للتدوير، 3.1% مشاركة الشركات عبر مؤسسة Eco-Emballages، 18.8% أجور الفرز لصالح مؤسسات أخرى أما باقي الكلفة فتتم تغطيتها عبر المساعدات الحكومية و الإيرادات الأخرى.

  لنتائج :

من خلال استعراضنا لتجارب عدد من المدن في مجال تدوير النفايات في كل من سوريا و اليابان و فرنسا يمكننا استخلاص النتائج التالية:

-       إن رغبة المجتمع و قدرته المالية هما العاملان الأساسيان في تطبيق برامج فرز و تدوير النفايات.

-       إن جدوى برامج الفرز و التدوير ترتبط بتركيب النفايات و أسلوب الجمع.

-       إن البحث عن المصادر التي تنتج أنواع محددة من النفايات، و تطبيق خطة فرز منفصلة لها اعتباراً من المصدر يخفض من كلفة الجمع و الفرز و يرفع نسبة التدوير.

-       في جميع نظم إدارة النفايات الصلبة لا يمكن التعويل على رسم النظافة لتغطية كامل تكاليف النظام وبالتالي فإن تطبيق مبدأ الملوث يدفع -كما في فرنسا- و البحث عن مصادر إضافية للتمويل أمران ضروريان يجب أخذهما بعين الاعتبار.

-       بعض الممارسات المنزلية البسيطة و غير المكلفة تحسن خطة تدوير النفايات و ترفع نسبة التدوير.

-       لا يمكن إنجاز خطة فرز و تدوير جيدة دون مشاركة شعبية حقيقية في إدارة النفايات الصلبة.

-       إن دعم و ترويج تقنيات بيئية مثل تحضير الكمبوست منزلياً و تجهيزات تقطيع المواد القابلة للتدوير يخفض من كلفة إدارة النفايات الصلبة.

و من هذا كله يمكننا الاستنتاج بأن مبدأ القرب المطبق على النفايات الخطرة يصلح أيضا لجميع أنواع النفايات فكلما قصرت المسافة بين مصدر النفايات و مكان المعالجة النهائي انعكس ذلك إيجاباً على تخفيض الكلفة و إقلال الآثار البيئية السلبية الناتجة عن نقل و ترحيل النفايات، و بالتالي فإن جعل مصدر النفايات هو ذاته مكان المعالجة النهائي هو الغاية المثلى التي يجب السعي لتحقيقها ما أمكن.


المراجع باللغة العربية:

-       النجار؛ عبد الهادي، دراسة تطوير خطة تدوير النفايات لصالح مؤسسة SMC الفرنسية، جامعة دمشق و جامعة بواتييه، 2003، 81 صفحة

 

المراجع باللغة الفرنسية:

-          SMC, Rapport Annuel; Année 2002, France, 16 P.

 

المراجع باللغة الإنكليزية:

-          COWI, Homs Solid Waste Management Study, METAP, Syria, 2000, 238 P.

-          Environment Bureau, Solid Waste Management and Recycling in Kobe, City of Kobe, Japan, 2001, 8 P.

-          EPA, Getting More for Less; Improving Collection Efficiency, USA, 2000, 45 P.

-          EPA, Municipal Solid Waste in the United States, USA, 2000,177 P.

-          Tchobanoglous; George, Integrated Solid Waste Management, McGraw Hill, USA, 2001, 256 P.

 

شكر خاص

لقد تم إعداد هذه الورقة استناداً إلى المعلومات المقدمة من العاملين في مؤسسة SMC الفرنسية و مكاتب البيئة في مدن طوكيو و يوكوهاما و كوبي اليابانية و دائرة النظافة في مجلس مدينة حمص السورية و هنا لا بد من الشكر الجزيل لكل من الآنسة لورانس ليبلوند رئيس قسم الفرز و السيدة جيرالدين ديسنو رئيس قسم الجمع في SMC و السيد كازوهيرو إيواكي المدير المساعد في قسم السياسة البيئية في مدينة كوبي بالإضافة إلى الشكر الخاص لكل من السيد هيروشي آبي من شركة ياتشيو الهندسية اليابانية و السيد فلوران جابوي من جامعة بواتييه الفرنسية.

 

 



[1] تعتمد اليابان على ترميد النفايات نتيجةً لعدم توفر الأراضي لديها (تشكل الجبال الوعرة 97% من مساحة اليابان)

[2] إن تدوير الرقائق البلاستيكية غير مجدٍ من الناحية الاقتصادية و قلة من دول الاتحاد الأوربي تقوم بذلك مثل ألمانيا.

[3] باستثناء معمل الكمبوست في مدينة دمشق فإن جميع نشاطات معالجة النفايات الصلبة قبل الطمر تتم بشكل غير رسمي. إن قلة الآليات و التجهيزات مسألة لا يمكن تجاهلها.

[4] Basel Convention سويسرا، 1989

[5] في عام 2000 كان معدل إنتاج الشخص الواحد للنفايات الصلبة البلدية في الولايات المتحدة 2 كغ/يوم، و قد بلغت نسبة التدوير بما فيها تصنيع الكمبوست 30.1%.

[6] لا توجد تكاليف للترحيل نظراً لقرب موقع المطمر من منطقة الجمع.

[7] إن كمية النفايات المنزلية العضوية صغيرة جداً مقارنةً بالنفايات الأخرى و يتم إحضارها إلى معمل الكمبوست من قبل المواطنين في أكياس قابلة للتحلل بيولوجياً.

[8] استناداً إلى تسجيلات الباحث خلال إجراء مسح تركيب نفايات التغليف في تموز 2003.

[9] المرسوم التشريعي رقم 92-377 تاريخ 1 نيسان 1992.

[10] حدد المرسوم التشريعي رقم 96-1008 تاريخ 18 تشرين ثاني 1996 النسب المطلوب لتدوير و استرجاع نفايات التغليف.

[11] لقد بينت العينة المستهدفة أن 16% يستخدمون أكثر من حاوية في المنزل و أن 24% لا يعتقدون بضرورة ذلك.

[12] 3% فقط من العينة التي تم استبيانها تقوم بتحضير الكمبوست منزلياً علماً أن التجهيزات المطلوبة تؤمن مجاناً من قبل SMC.




التسميات: